سب احد الصحابه رضوان الله عليهم
ثبت في الصحيحين ان رسول الله قال : يقول الله تعالى :
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) ، وقال :
{ لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا مابلغ مد أحدهم ولانصفه } مخرج في الصحيحين
وقال : (( الله الله في اصحابي لاتتخذوهم غرضا بعدي ، فمن احبهم فبحبي احبهم ، ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله اوشك ان يأخذه )) اخرجه الترمذي
ففي هذا الحديث وامثاله بيان حاله من جعلهم غرضا بعد رسول الله وسبهم وافترى عليهم وعابهم وكفرهم واجترأ عليهم
وقوله : ( الله الله ) كلمه تحذير وانذار كما يقول المحذر : النار النار أي احذوا النار ، وقوله
( لاتتخذوهم غرضا بعدي ) أي لاتتخذوهم غرضا للسب والطعن ، كما يقال ( اتخذ فلان غرضا لسبه أي هدفا للسب ) وقوله : ( فمن احبهم فبحبي احبهم ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم ) فهذا من اجل الفضائل والمناقب لان محبه الصحابه لكونهم صحبوا الرسول ونصروه وآمنوا به وعزروه وواسوه بالانفس والاموال ، فمن احبهم فانما احب النبي صلى الله عليه وسلم
الحديث الصحيح : (( حب الانصار من الايمان وبغضهم من النفاق )) ، وماذاك الا لسابقتهم ومجاهدتهم اعداء الله بين يدي رسول الله وكذلك حب علي رضي الله عنه من الايمان وبغضه من النفاق ، وانما يعرف فضائل الصحابه رضي الله عنهم من تدبر احوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله وبعد موته من المسابقه الى الايمان والمجاهدة للكفار ، ونشر الدين واظهار شعائر الاسلام ، واعلاء كلمه الله ورسوله ، وتعليم فرائضه وسننه ، ولولاهم ما وصل الينا من الدين اصل ولافرع ، ولا علمنا من الفرائض والسنن سنه ولا فرضا ولا علمنا من الاحاديث والاخبار شيئا
فمن طعن فيهم او سبهم فقد خرج من الدين ومرق من مله المسلمين ، لان الطعن لايكون الا عن اعتقاد مساويهم واضمار الحقد فيهم وانكار ماذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم ، ومالرسول الله من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبهم ، ولانهم ارضى الوسائل من الماثور والوسائط من المقول ، والطعن في الوسائط طعن في الاصل ، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول ، هذا ظاهر لمن تدبره ، وسلم من النفاق ومن الزندقه والالحاد في عقيدته ، وحسبك ماجاء في الاخبار والآثار من ذلك كقول النبي
( إن الله اختارني واختار لي اصحابا ، فجعل لي منهم وزراء وانصار واصهارا فمن سبهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس اجمعين ، لايقبل الله منه يوم القيامه صرفا ولا عدلا ))
وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : (( قال اناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا نسب ، فقال رسول الله : (( من سب اصحابي فعليه لعنه الله والملائكه والناس اجمعين ))
وعنه قال : قال رسول الله (( إن الله اختارني واختار لي اصحابي وجعل لي اصحابا واصهارا ، وسيجيء قوم بعدهم يعيبونهم وينقصونهم فلاتواكلوهم ولا تشاوروهم ولا تناكحوهم ولا تصلوا عليهم ولا تصلوا معهم ))وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله:
( اذا ذكر اصحابي فامسكوا ، واذا ذكر النجوم فامسكوا ، واذا القدر فامسكوا )
قال العلماء : معناه من فحص عن سر القدر في الخلق ، وهو : أي الامساك علامه الايمان والتسليم لامر الله ، وكذلك النجوم ومن اعتقد انها فعاله او لها تاثير من غير ارادة الله فهو مشرك ، وكذلك من ذم اصحاب رسول الله بشيء وتتبع عثراتهم وذكر عيبا واضافه اليهم كان منافقا .
بل الواجب على المسلم حب الله وحب رسوله ، وحب ماجاء به ، وحب من يقوم بامره ، وحب من ياخذ بهديه ويعمل بسنته ، وحب آله واصحابه وازواجه واولادة وغلمانه وخدامه ،
وحب من يحبهم وبغض من يبغضهم ، لان اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله .
قال ايوب السختياني رضي الله عنه : من احب ابا بكر فقد اقام منار الدين ومن احب عمر فقد اوضح السبيل ،
ومن فقد استنار بنور الله ، ومن احب عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى ، ومن قال الخير في اصحاب رسول الله فقد برىء من النفاق .
( فصل ) : واما مناقب الصحابه وفضائلهم فاكثر من ان تذكر ، واجمعت علماء السنه ان افضل الصحابه العشرة المشهود لهم ، وافضل العشرة : ابابكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين ، ولايشك في ذلك الا مبتدع منافق خبيث .
وقد نص النبي في حديث العرباض بن ساريه حيث قال : ( عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الامور ) الحديث
والخلفاء الراشدون هم : ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين . وانزل الله في فضائل ابي بكر آيات من القرآن ، قال تعالى :
{ ولا يأتل اولو الفضل منكم والسعه أن يؤتوا أولي القربى والمساكين } النور : 22
الآيه : لاخلاف ان ذلك فيه ، فنعته بالفضل رضوان الله عليه وقال تعالى :
{ ثاني اثنين إذ هما في الغار } التوبه : 40
الآيه : لاخلاف ايضا ان ذلك في ابي بكر شهدت له الربوبيه بالصحبه ، وبشره بالسكينه ، وحلاه بثاني اثنين كما قال عمر بن الخطاب . من يكون افضل من ثاني اثنين الله ثالثهما ؟ وقال الله تعالى : { والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون } الزمر : 33
قال جعفر الصادق : لاخلاف ان الذي جاء بالصدق رسول الله والذي صدق به ابو بكر واي منقبه ابلغ من ذلك فيهم ؟ رضي الله عنهم اجمعين.
اللهم ارضى عنهم واحشرنا معهم
ولعن كل من عارضهم وسبهم
اتمنى انكم استفدتو
كل لشكر والتقدير لكم